منصة إعلامية شاملة متجددة على مدار الساعة

مدارس غزة في فلسطين و إضراب التعليم في المغرب…

أثار انتباهي خبر نشرته قناة الجزيرة العربية كان موضوعه هو مباردة اتخدتها المعلمات الغزاويات  و بعض المتطوعات الفلسطنيات  لتحويل غرف المنازل التي نزح إليها الفلسطنيون تحت وطأة القصف الإسرائيلي إلى حجرات دراسية لفائدة التلاميذ نظرا لابتعادهم عن الفصول الدراسية لفترة طويلة، و ذلك غيرة و وعيا منهم  بالرسالة السامية التي يحملونها على عاتقهم وهي تعليم و  تكوين الأجيال الصاعدة والتي حتما هي مستقبل الدولة الفلسطينية.
الشئ الذي جعلني مباشرة  أربط هاته الظاهرة الفلسطينية التي ولدت من رحم الأزمة بما يقع في قطاع التعليم ببلادنا الحبيب المغرب من إضرابات و اضطرابات تجاوزت مدتها الثلاثة أشهر ترتب عنها  توقف الدراسة لهاته المدة كاملة وهدر للزمن المدرسي بشكل غير مسبوق في تاريخ التعليم بالمغرب، الشئ الذي سيترتب عنه حتما ضرر بالغ على الدولة المغربية.
قد يطرح السؤال من المسؤول ومن المتسبب؟ من الظالم و من المظلوم؟ لكننا نحن كمجتمع و كشعب و كدولة متضررون بشكل مطلق بحيث أننا غير مطالبين بالخوض في التفاصيل، التفاصيل يتجادبها أطراف الصراع.
و إذا كانت الحكومة و في جميع الحالات مسؤولة أمام المواطنين مسؤولية سياسية من خلال كيفية  تدبيرها لملف التعليم الذي يعتبر خدمة عمومية، الدولة ملزمة بتوفيرها للمواطنين،  و هو الشى الذي يبين أن هناك خللا في تدبير هذا الملف الحساس.
والحكومة ملزمة بتقديم توضيح لأسباب هذا الخلل و مسبباته و التي قد تكون مسؤولة عنه و قد لا تكون، قد تكون نتيجة سياستها في تدبير هذا القطاع و قد تكون نتيجة تراكمات لسياسات حكومية سابقة قد تكون هي طرفا فيها و قد لا تكون،  و في النهاية فإن الفصل بين الأطراف و الفيصل في الأزمة بيد المواطن، و إن الإنتخابات للمواطنين لقريبة.
ومن الجانب الآخر فإن جحافل المعلمين و الأساتذة و كافة الأطر التعليمية التي اختارت الإضراب كوسيلة للضغط على الحكومة من أجل مطالبها و هو مبدئيا سلوك حضاري و قانوني، إلا أن من نتائجه المباشرة هو توقف الدراسة و تقليص الزمن المدرسي بشكل خطير يدعو للتساؤل عن إمكانية تداركه من عدمه مما يهدد بشكل خطير هاته السنة الدراسية مما قد يشكل خطرا على السلم المجتمعي و قد يضرب توازنات مجتمعية و اقتصادية في المغرب وهو الشئ الذي كان على مكونات و ممثلي أطر التعليم ذووا الصفة و غيرهم  أخده بعين الاعتبار خصوصا و أن الحكومة قامت بمبادرات – قد تكون كافية أو لا ليس هذا أهم من مستقبل دولة – في اتجاه رأب الصدع بين مطالب الجسم التعليمي و الحكومة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وفي الأخير فإنه و بالنسبة لي فإن السؤال الذي يجب طرحه و خصوصا على الأستاذ الذي كاد أن يكون رسولا، لأنه فعليا و واقعيا هو الوحيد الذي بإمكانه إعادة التلاميذ إلى حجرات القسم و استئناف الموسم الدراسي، السؤال الذي يجب طرحه ليس هو مامدى قانونية أو مشروعية هذا الإضراب الطويل الأمد، وليس هو ما مدى عدالة قضية المعلمين و الأساتذة فالأمر تجاوز و بمراحل هذا المستوى بل السؤال الحقيقي من وجهة نظري هو ما مدى أخلاقية هذا الإضراب الذي قد تكون له نتائج كارثية على الدولة المغربية ككل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.