منصة إعلامية شاملة متجددة على مدار الساعة

الولاء و البراء للوطن

لا شك أن اغتيال الزعيم الفلسطيني رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران قبل أيام، يشكل منعطفا خطيرا في الأزمة الفلسطينية و منزلقا قد يترتب عنه إدخال منطقة الشرق الأوسط في دوامة أخرى من العنف و العنف المضاد قد تجهز على أي حل كان من الممكن أن تسفر عنه المبادرات التي كانت تتبلور، و لن يزيد القضية الفلسطينية إلا تأزما و الشعب الفلسطيني البريئ إلا مزيدا من القهر و المعاناة. ولن يكون إلا ذريعة صلبة للمتاجرين بالقضية الفلسطينية لإطالة الأزمة لأمد يبقى مفتوحا لأجل لا يعلمه إلا الله و الراسخون في المتجارة بمآسي الشعوب.
وفي المغرب، وكرد فعل على اغتيال الزعيم الفلسطيني إسماعيل هنية، هبت العديد من الأصوات باختلاف توجهاتها منددة بهذا الجرم و مطالبة بتطبيق العدالة في هذه القضية، وهو موقف نبيل، يعبر عن إنسانية أصحابه، لكن، وهنا مربط الفرس، ظهرت أصوات اعتلت منابر تخطب في بعض الأبرياء فكريا لا تطالب بالعدالة فقط للقضية الفلسطينية، بل تطالب بتقديسها و جعلها في مرتبة تسمو على مصالح الدولة المغربية و الأخطر من ذلك تدعو إلى تأليه إسماعيل هنية و جعله رمزا يحمل على كتفيه بالإضافة لآلام و هموم الشعب الفلسطيني هموم و آلام المجتمع المغربي، و بالتالي على الدولة المغربية كدولة أن تتموقف وفق هذا التصور، بل يفرض عرابوا هذا الإتجاه بأن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين.

يجب على هؤلاء أن يدركوا أن القضية الفلسطينية هي قضية معقده تحمل في ثناياها عوامل مختلفة و متضاربة يمكنها أن تكون محفزا للحل، مثلما يمكنها أن تكون عاملا لمزيد من التأزم.

إن أي إنسان يحتكم إلى عقله، يجزم بإنسانية القضية الفلسطينية، وهو أمر يجب استثماره من أجل حشد رأي عام عالمي مؤيد لعدالة هذه القضية، و أن حلها لن يكون إلا وفق النهج الإنساني الذي يضع حقوق الإنسان كإنسان – كما هي متعارف عليها في القوانين الدولية- ركيزة لحل عادل، أما التمترس خلف العامل العقدي – من الجانبين- لحل الأزمة الفلسطينية، فحتما لن يضيف إلا أجيالا أخرى من الشعب الفلسطيني كوقود لحرب ترفض أن تضع أوزارها في الأفق المنظور طالما يجلس خلف مقودها تيارات متعصبة لقناعات دينية أثبت التاريخ أنها لا تحل الأزمات بل تطيل أمدها، فلكل حقيقته المطلقة التي يؤمن بها و يرفض أن يكون للآخر مكان فيها إلى جانبه، وبالتالي الطريق المسدود.

كما أن الواقع الجلي بكل عوامله، السياسي، والعسكري، و الاقتصادي….. يفرض سلك منهجية براكماتية يحكمها العقل و المنطق لحل الأزمة الفلسطينية، تجعل مصلحة الشعب و الإنسان الفلسطيني أولوية الأولويات.
إننا كشعب مغربي يجب أن تربطنا بالقضية الفلسطينية روابط المشترك الإنساني الذي في نظرنا أوثق و أقصر طريق لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني، و أنه يجب علينا كدولة أن ننآى بأنفسنا و بمصالحنا على أي اعتبارات أخرى فوق وطنية قد تجعلنا كريشة في مهب ريح تحالفات مصلحية ، عقدية، اقتصادية،سياسية لقوى قد لا تلتقي مصالحنا معها بل قد ترهن مصالحنا الوطنية و تجعلنا غير متحكمين في قراراتنا.
إن من له شرف حمل الجنسية المغربية، و يدعي مغربية لا مساومة فيها أو عليها، يجب أن يعرف حدود المغرب و مصالحه، و يجب أن تكون ولاءاته للمغرب و للرموز المغربية و الأفكار المغربية الناتجة عن الواقع المغربي بكل أطيافه، كمغاربة قد نختلف في أفكارنا، و هو أمر صحي، لكن اختلافنا يجب أن يكون مغربيا – مغرببا دون اعتبار لأي عامل خارجي، و اختلافنا يجب أن ندبره بيننا.
فمع سقوط حائط برلين ولى زمان التماهي مع الإيديولوجيات و الأفكار الأجنبية و الغريبة عن الواقع الوطني، هاته الأفكار الأجنبية التي اثبت التاريخ عدم جدواها إلا للواقع الذي أنتجها، و حل عصر المصلحة الوطنية التي تعلو و لا يعلى عليها.
تدوزون بخير

3 تعليقات
  1. غير معروف يقول

    تازة قبل غزة

  2. MiraCheah يقول

    На сегодня, одно дерево приносит 160$ дохода в год и ваш доход при владении 1000 деревьев составит 80000$ в год за вычетом расходов!*
    Потратив 120-150$/шт. на покупку деревьев, вы компенсируете свои инвестиции за 2-4 года с начала плодоношения.
    Зарабатываете на ежегодном увеличении стоимости дерева примерно 15-20 % роста в год, а так же на урожае, от 39% годовых!

    бизнес план глэмпинга с расчетами для инвестора

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.